أهلاً بك في يلا مزاج ...تؤمن بحق حرية التعبير للجميع

التجارة الإلكترونية تحقق الثراء للفلاحين

اسم المؤلف : السبتي عصيص

20-06-2020 الساعه 03:19 PM 0 1

التجارة الإلكترونية تحقق الثراء للفلاحين

على مدى سنوات، ظل الموقع النائي وصعوبة المواصلات من الأسباب الرئيسية في تخلف المناطق الفقيرة في الصين. لم يكن نقل المنتجات الزراعية من المناطق الريفية إلى الحضر ممكنا، كما لم يكن نقل السلع الاستهلاكية من المناطق الحضرية الى الأرياف سهلا بسبب ضعف وتخلف خدمات النقل. وقد خلق هذا الوضع فجوة كبيرة بين الحضر والريف، تجسدت أبرز مظاهرها في انخفاض مستويات المعيشة في المناطق الريفية.

في الوقت الراهن، تغيرت هذه الحالة بفضل تطور التجارة الإلكترونية وتعميم الإنترنت في القرى، مما أدى إلى تضييق الفجوة بين الحضر والريف. وقد صارت التجارة الإلكترونية عنصرا هاما لمساعدة المناطق الفقيرة على تخفيف حدة الفقر بها. وعلى سبيل المثال، فإن محافظة فنغدو التابعة لبلدية تشونغتشينغ تنتهج في تخفيف حدة الفقر نموذج "التجارة الإلكترونية في الريف+ الأسرة الفقيرة" لتعزيز نهضة القرى ودفع تخفيف حدة الفقر من خلال تنمية التجارة الإلكترونية.

حاليا، تتوفر خدمة التوصيل السريع في كل أرجاء فنغدو، وتم تعميم التجارة الإلكترونية في أكثر من ثلاثين ناحية وبلدة و176 قرية تابعة للمحافظة، وتم بناء 93 محطة خدمات متكاملة للتجارة الإلكترونية في 138 قرية فقيرة، وتبلغ نسبة تغطية خدمات التجارة الإلكترونية في فنغدو 67%، وأصبح تجار ووسطاء التجارة الإلكترونية "القائد الجديد" لتنمية الاقتصاد في القرى الفقيرة.

مساعدة الفقراء في تسويق اليقطين

تيانشوي قرية صغيرة ومتخلفة اقتصاديا في محافظة فنغدو. تشانغ يوان الذي يبلغ من العمر ثلاثة وثلاثين عاما، واحد من العاملين في مجال التجارة الإلكترونية بالقرية. في السابق، كان السيد تشانغ يوان يعمل نادلا وطباخا ومندوب مبيعات عبر الهاتف في بكين، وقد مر بثلاث تجارب فاشلة في تأسيس مشروع تجاري خاص به. لكنه لم يستسلم، وواصل الجهود، حتى نجح في مسعاه وأصبح قائد تخفيف حدة الفقر في تيانشوي.

في عام 2015، عاد تشانغ يوان إلى تيانشوي، وبدأ عملا تجاريا خاصا. في عام 2017، شارك في برنامج تدريب أقامه مكتب التجارة الإلكترونية في محافظة فنغدو لاستكشاف الأعمال التجارية على شبكة تاوباو (Taobao). بعد ذلك، أنشأ تشانغ يوان متجرا إلكترونيا على الشبكة تحت إشراف ومساعدة مكتب التجارة الإلكترونية في محافظة فنغدو.

عمل السيد تشانغ يوان في تجارة الذرة الشمعية، على شبكة الإنترنت في البداية. قال: "زرعتُ مساحة 10 مو (الهكتار يساوي 15 مو) من الذرة الشمعية. كنت أحلم بالحصول على أرباح كثيرة. لكنني فشلتُ بعد نصف شهر من التجارة، لأنني لم أوفر مرافق وتجهيزات التخزين البارد، مما أثر على الذرة الشمعية فصارت غير طازجة." اعتقد أصدقاء تشانغ يوان وأقاربه والقرويون أنه قد فقد صوابه للتفكير بهذا المشروع الغير مضمون بدلا من القيام بعمل مؤقت يضمن له الحصول على المال.

لم يتخل تشانغ يوان عن عمله وسط شكوك الناس حول ما فعل. قال: "قررتُ بيع اليقطين والماش بعد فشلي في بيع الذرة." في متجره الإلكتروني على شبكة تاوباو، باع تشانغ يوان كل يقطينة يزرعها القرويون بسعر 9ر16 يوانا، وخلافا لكل التوقعات، أصبح اليقطين رائجا في متجره الإلكتروني، لذلك، ما جعل القرويين ينظرون اليه نظرة جديدة.

وفقا لخبراته ونجاحه في تسويق اليقطين في السنة السابقة، قدم تشانغ يوان بذور اليقطين للقرويين في ربيع العام التالي من أجل تشجيعهم على زراعة اليقطين. قال تشانغ يوان: "تبلغ مساحة زراعة اليقطين في القرية 150 مو. أبرمت كثير من الأسر الفلاحية معي العقود بشأن زراعة اليقطين وبيعه، من بينها عشرون أسرة فقيرة." حاليا، تتطور زراعة اليقطين في تيانشوي بشكل جيد، سيبلغ حجم إنتاجه مائة طن سنويا. وفقا لأسعار السوق في السنة الماضية، ستحصل القرية على مائتي ألف يوان عن طريق زراعة اليقطين، مما يعني زيادة دخل كل أسرة في القرية ألفي يوان تقريبا.

إضافة إلى ذلك، ومن أجل تلبية الاحتياجات البعيدة المدى لمنصة التجارة الإلكترونية، يسوق تشانغ يوان في متجره الإلكتروني أيضا الكمثرى والخوخ واللحم المقدد والفاصوليا والبيض ومسحوق البطاطا الحلوة وغيرها من المنتجات الزراعية التي ينتجها القرويون. عبر تشانغ يوان عن ثقته في مستقبله ومستقبل زملائه في القرية، قائلا: "أعتقد أن حياة القرويين ستكون أفضل مع تطور التجارة الإلكترونية  فيها."

منذ عام 2017، تقوم فنغدو ببناء محطات الخدمات المتكاملة للتجارة الإلكترونية في 141 قرية. معظم المسؤولين في تلك المواقع هم من الشباب الذين يجيدون التكنولوجيا والمعلومات حول التجارة الإلكترونية، وبفضل جهودهم تباع المنتجات الزراعية الزائدة إلى جميع أنحاء الصين، وإزداد دخل الأسر الفقيرة في تيانشوي. قال هوانغ هونغ، نائب مدير لجنة التجارة لمحافظة فنغدو: "في عام 2018، بعنا منتجات زراعية قيمتها أكثر من عشرة ملايين يوان عن طريق نموذج "التجارة الإلكترونية في القرية+ الأسرة الفقيرة"، فساعدنا بذلك ما يزيد عن ألفي أسرة فقيرة على التخلص من الفقر وزيادة دخلها."

البيض العادي أصبح "سلعة فاخرة"

يانغ مي، نائبة مدير لجنة إدارة قرية داشي في محافظة فنغدو، تعمل في التجارة الإلكترونية. ساعدت السيدة يانغ القرويين في داشي للحصول على دخل مرتفع عن طريق بيع البيض. حيث يباع البيض العادي بسعر 5ر1 يوان للبيضة الواحدة، بينما تباع علبة من 6 قطع من البيض العضوي بستة وثلاثين يوانا! وقد بلغ حجم مبيعات البيض العضوي عبر الإنترنت ملايين اليوانات في السنة في قرية داشي، مما يحقق فوائد وأرباحا ضخمة لفلاحي القرية.

عملت السيدة يانغ مي في مقاولة المشروعات بمدينة قوانغتشو في عام 2006، ثم عادت إلى داشي في عام 2014. في عام2016 ، اُنتخبت يانغ مي نائبة لمدير لجنة إدارة قرية داشي.

بعد العودة إلى داشي، لاحظت يانغ مي أن اقتصاد القرية لم يطرأ عليه أي تحسن. وقد أقلقها وضع تنمية القرية المتخلف، قالت: "في السابق، كان معظم الشباب يفضلون مغادرة القرية للعمل في المدن، فيعيش في القرية المسنون والأطفال فقط. كان المسنون مشغولين بالزراعة ورعاية الأطفال، لذا، لم يكن لدينا طرق ومنصات فعالة لترويج المنتجات الزراعية."

في البداية، اتجهت يانغ مي إلى تسويق المنتجات العضوية التي ينتجها القرويون عبر  منصة ويتشات، فاشترى أصدقاؤها الكثير من منتجاتها بعد رؤية المواصفات والمعلومات على الشبكة. ما زالت يانغ مي تبحث عن طرق فعالة لتنمية التجارة في داشي، وأشارت إلى أنها لن تحصل على أرباح أكثر إلا ببيع كميات كبيرة من المنتجات، لكن دائرة الأصدقاء في تطبيق ويتشات دورها محدود في زيادة حجم المبيعات.

بدأت يانغ مي تربية الدجاج العضوي بمساعدة شركة "سبايسي براذرز فوود المحدودة" في محافظة فنغدو. في نفس الوقت، درست يانغ مي المعلومات حول التجارة الإلكترونية، وقالت: "تطوير التجارة الإلكترونية أفضل طريق لتسويق منتجاتنا الزراعية."

في عام 2015، أطلقت بلدة وووي برنامجا بشأن تخفيف حدة الفقر في القرى الفقيرة عن طريق دعم صناعاتها، واستخدمت الأموال الخاصة لتخفيف الفقر بشكل فعال. على الرغم من أن قرية داشي حصلت على الكثير من المساعدة من حكومة بلدة وووي، لم تتحسن أحوال القرية. قالت يانغ مي: "قدمنا أفراخ الدجاج للقرويين، لكن لم يبق إلا عدد قليل منها على قيد الحياة بسبب الافتقار إلى تقنيات وخبرات تربية الدواجن." فأسست يانغ مي أول جمعية تعاونية لتربية الدجاج في داشي بموجب سياسات مساعدة الفقراء، سعيا إلى تشجيع القرويين، الذين يرغبون في تربية الدجاج، للمشاركة في الجمعية التعاونية والتنمية المشتركة.

أسرة يانغ فنغ وي واحدة من الأسر الفقيرة في داشي، وتتكون من أربعة أفراد. تحتاج الأسرة إلى نفقات كثيرة، لأن طفلها طالب في مدرسة وحماتها تعاني من مرض خطير. دخل الأسرة الوحيد هو أجر الزوج من عمل مؤقت. بعد معرفة أحوال يانغ فنغ وي الصعبة، حثتها يانغ مي على المشاركة في الجمعية التعاونية لتربية الدجاج، وقدمت  لها أفراخ الدجاج، وفقا لسياسة مساعدة الفقراء. قالت يانغ مي: "في الوقت الحاضر، تربي يانغ فنغ وي أربعين دجاجة، ويمكنها الحصول على 8400 يوان سنويا من خلال بيع البيض كربح صاف بعد دفع  تكلفة تربية الدجاج."

الدجاج العضوي نوع خاص من الطيور في الصين. حاليا، تربي قرية داشي 11 ألف دجاجة، تنتج خمسة آلاف بيضة يوميا. إضافة إلى تسويق البيض على الإنترنت، تتعاون يانغ مي مع شركات ومطاعم مدرسية، ووقعت عقود توريد طويلة الأجل مع الشركات المحلية، مما يشكل نموذج التجارة "المبيعات عبر الإنترنت+ الشركات+ الجمعيات التعاونية"، وتستفيد 385 أسرة فقيرة منه.

حاليا، مع تنمية قطاع اللوجستيات، فقد تم بناء محطات خدمات متكاملة للتجارة الإلكترونية تغطي أكثر من ثلاثين ألف قرية في حوالي سبعمائة محافظة في تسع وعشرين مقاطعة صينية. ويوجد ستون ألف عميل ووسيط للتجارة الإلكترونية يقدمون خدمات مختلفة للقرويين، من أمثال تشانغ يوان ويانغ مي. صارت التجارة الإلكترونية وسيلة هامة لمساعدة المناطق الفقيرة على تخفيف حدة الفقر وتحقيق الثراء.
هذا المقال نشر في خريف 2019 على موقع الصين اليوم
بحكم تخصصي الفلاحي قلت لما لا نطور مناطقنا النائية و اريافنا الفقيرة من خلال تجربة الصين و استعمالها للتجارة و التسويق الالكتروني للمنتجات الفلاحية لتحسين المستوى المعيشي و خلق ديناميكية اقتصادية و تجارية تعود بالرفاه على القاطنة بالارياف و على الدولة بالدخل للعملة الصعبة 
ارجوا منكم إثراء الموضوع أكثر قد تكون فكرة الإقلاع للمناطق الريفية و المعزولة الفقيرة .
لتفاصل أكثر فيما يخص التجارة الاكترونية و التسويق الالكتروني للاطلاع على باقات مشروع يلا يا عربي خاصة بعد إدراج باقة مجانية في هذا الصدد للمهتمين .

التعليقات

التعليقات

اترك تعليقك

يجب تسجيل الدخول اوﻻ ﻻضافه تعليق