أهلاً بك في يلا مزاج ...تؤمن بحق حرية التعبير للجميع
اسم المؤلف : self energy
05-02-2021 الساعه 06:22 PM 0 0
فى عصرنا الحاضر اختلفت عادات الناس تماما عما كانت عليه قبل خمسين عاما ،، ومن العادات الأساسية التي لا غنى عنها عادات النوم ..
بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وتعددها وتنافسها وعروض الإنترنت المخفضة خاصة الليلية تغيرت عادات الاجيال المتأخرة خاصة بالنوم ، فضلا عن انتشار الحياة الليلية بكافة المدن والقرى في العالم ..
وفي زمن كورونا تعطلت الكثير من الأشغال والمصالح والشركات ، وبالمقابل تعاظم الاعتماد على شبكات النت ، وتزايدت أفكار ونسبة أساليب الدخل والعوائد المعتمدة على الأون لاين وعلى العلاقات المبنية على التعارف عن بعد ومن مختلف أقطار الأرض ، وعلى إظهار المهارات والهوايات والتعليم عن بعد ، وقضاء الكثير من الأوقات على الألعاب الإلكترونية والعيش فى العوالم المتخيلة.
كل ما سبق أثر بشكل مباشر على نمط النوم وجودته وأوقاته وتأثيره.. ولا شك أن قلة النوم له آثار صحية جسيمة ، فخلال النوم يرسل الدماغ إشارات دماغية مختلفة تبعا لمرحلة النوم .
وصفت العديد من الدراسات أن السهر وباء عالمي خفي ، منها استطلاع أجرته شركة فيليبس عام 2019 في 12 دولة شارك به 11 ألف شخص، كانت من نتائجه أن 62٪ لا يشعرون أنهم يأخذون قسطهم الكافي من النوم !!
وكذلك دراسة أخرى بالصين على مواليد 1990 فيما بعد تم اجرائها من ثلاث سنوات خلصت إلى أن 60٪ لا يحصلون على القدر الكافي من النوم !!
ومن أهم مخاطر السهر في زمن كورونا هو التاثير السلبي على جهاز المناعة .. وبالتالي زيادة الفرصة للمرض ، وتأخر التعافي، وزيادة الاضطرابات ، وتبدل المزاج ، وزيادة الوزن ، وشحوب الجلد ، وصعوبة التذكر ، وأمراض الجهاز التنفسي .
خلال النوم يفرز الجسم هرمونات عديدة منها .. ثلاثة هرمونات تتأثر إفرازها بالنوم المتأخر ، أو حتى بالإضاءة خلال النوم ، وهذه الثلاثة هرمونات تفرز من خلال ثلاثة غدد مختلفة : هرمون النمو من الغدة النخامية ، هرمون الكورتوزول من الغدة الكظرية، وهرمون الميلاتونين من الغدة الصنوبرية.
وكما نعلم الإسلام شجع على عدم السهر والسمر بعد العشاء ، كما شجعت السنة النبوية على أداء الوتر قبل الفجر ، ودلت النصوص بوضوح على نزول الله جل جلاله بالثلث الأخير من كل ليلة إلى السماء الدنيا ويغفر فيها لمن استغفر ويجيب من دعاه، وفيها تحفيز للاستيقاظ بالثلث الأخير وحث غير مباشر على النوم بالثلثين السابقين ، لذلك حرص أجدادنا حتى عهد قريب على النوم المبكر والاستيقاظ المبكر ، وخالفت الأمم بمجملها في زماننا هذه العادة وأصبح من المستغرب من ينام مبكرا ، وربما ينكر عليه من حوله او يتعرض لاستهزاء متكرر !
ختاما .. النوم مبكرا خاصة في زمن الكورونا مهم للغاية لتقوية جهاز المناعة ، وتجديد الخلايا ، وتنشيط هرمونات التفاؤل ، والبعد عن الأمراض النفسية ، وزيادة الوزن واختلال توازن السكر بالدم ، وتفعيل عملية الأيض بشكل سليم ، وتقوية التركيز .
أي علينا أن نعي حقيقة أن النوم الصحي والغذاء الصحي مطلب رئيسي لمن يسعى لزيادة مناعته لمواجهة تداعيات انتشار الفيروسات وتحوراتها المتجددة .
التعليقات